اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 112
كثير، وأما دمشق فإذا أخذتها ممن هي معه وسلمتها إلي سلمت أخوك [1] إليك (36 أ) وهذا جوابي والسلام. فلما بلغ العادل الجواب عزم على الخروج الى الشام وأمر بتجهيز العساكر.
وفيها وقع الغلاء بدمشق وبيعت كل غرارة [2] قمح بمائتي وثلاثين [3] درهم.
[الوفيات]
وفيها مات الشيخ الإمام العالم جمال الدين أبو المحامد محمود ابن أحمد بن الحصيري [4] الحنفي، أصله من بلاد بخارا من قرية يقال لها حصير [5]. تفقه في بلده وسمع الحديث الكثير وقدم الشام ودرس بالنورية [6] وانتهت إليه رئاسة أصحاب الإمام أبي حنيفة، وقرأ عليه الملك المعظم [7] «الجامع الكبير» [8] وغيره وصنف الكتب الحسان وشرح «الجامع الكبير» وكان كثير الصدقة غزير الدمعة فاضلا عاملا نزها عفيفا. حج من الشام وكانت وفاته يوم الأحد ثامن صفر، ودفن بمقابر الصوفية عند المنيبع [9] على الجادة، وكان المعظم يحترمه ويكرمه وكذا ولده الناصر [10].
وفيها مات الوزير جمال الدين ابن جرير [11] وزير الملك الأشرف [12] وأصله من الرّقة، وكان يتردد الى خانقاه الرّقة في سنة إحدى عشرة وثلاث عشرة وستمائة ولم يكن يعرف الأشرف [1] كذا في الأصل والصواب أخاك. [2] الغرارة: من المكاييل المتداول بها في نيابة دمشق ومقدارها اثنا عشر كيلا، صبح الأعشى 4/ 181. [3] بمائتي وخمس وعشرين درهم في ذيل الروضتين ص 168. [4] بن السيد البخاري المعروف بالحصيري. في العبر 5/ 152، وذيل الروضتين ص 167. وراجع ترجمته أيضا في مرآة الزمان 8/ 720،. البداية والنهاية 13/ 152، النجوم الزاهرة 6/ 313، الشذرات 5/ 182، دول الاسلام للذهبي 2/ 142. [5] في الأصل: حصيرة. [6] هي المدرسة النورية الكبرى التي أنشأها الملك العادل نور الدين ابن زنكي سنة 563 هـ وانظر عنها النعيمي في الدارس 1/ 606. [7] الملك المعظم شرف الدين عيسى صاحب دمشق. [8] هو الجامع الكبير في الفروع للإمام المجتهد أبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني الحنفي صاحب ابن حنيفة المتوفي سنة 189 هـ، راجع كشف الظنون 6/ 8. [9] في الأصل: المنيبيع، التصويب من مرآة الزمان 8/ 720، والنجوم الزاهرة 6/ 313. [10] أي الملك الناصر داوود بن المعظم صاحب الكرك. [11] راجع ترجمته في مرآة الزمان 8/ 724، ذيل الروضتين ص 168، العبر 5/ 150، البداية والنهاية 13/ 153، الشذرات 5/ 181. [12] الملك الأشرف موسى ابن الملك العادل وردت ترجمته سابقا بين وفيات سنة 635 هـ.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين الجزء : 1 صفحة : 112